الاثنين، 13 فبراير 2012

حظا أوفر في المرة القادمة ..

 استغرب من أمر الناس في هذه  الأيام سواء كنت في سيارتك عائدا إلى المنزل او في سوبر ماركت وتريد سلوك طريق معين 
او حتى في مدرسة عند " المقصف"
إذا لاحظت وركزت معي في كلامي ..ستلاحظ أنه قد تأصل في الناس كلمتان بسيطة لكن تأثيرها كالقنبلة يا رجل ..
ألا وهي (((( نفسي .. نفسي ))))
جميلة أليس كذلك ؟

بالطبع لا ..
تعال معي نرجع لكلامي ونضرب امثلة لهذه الجملة أو المبدأ اللي بدأ يتأصل لدينا :  


نمبر واحد - عندما تقود سيارتك عائدا إلى البيت أو ذاهبا إلى العمل  أيا كان مقصدك وشاء الرحمن أن تعلق بطريق مزدحم وتريد سلوك المنعطف القادم بعد 100 متر على يمينك وانت في أقصى اليسار ..
أخبرني ماذا ستفعل ؟؟؟ تدق فلشر صااااح ؟؟؟
بالطبع , لانه من البديهي ونظاما أن تشغل إشارة تغيير المسار ( أو الفلشر ) ومن ثم تهم بالالتفاف..
لكن من حب الناس للغير .. آآآ أقصد للنفس لن يعطوك مجال حتى إذا أتيت بكشافات البلدية وتجعلها فلشر في سيارتك العزيزة بل من الواجب والمسلمات أن تعابط وتعرض حياتك وسيارتك للخطر وتندهر امام الحشود بسيارتك وتنبرش على المسار الأيمن, وبعد هذه الملحمة تتفاجأ انك قد فوت المنعطف ..
وااااو صدمة ..

"ويلا ياحبيبي يا انك ترجع تعيد المرحلة من جديد أو أنك تدخل من اللفة اللي بعدها وتلاقي تفتيش قدامك وتنسك بقسيمة عدم حمل دفتر سن توب ( لبيان شدة تفاهة الأمور ) في السيارة ويلا تدفع كمان 500 ريال عشان جشع الناس وحبهم لنقسهم"

رقم تو "جننتوه" - وانت ماشٍ في سوبر ماركت أو في متجر أو حتى إن شاء الله بادويلان العطار الموجود في الزقاق المجاور,

وأنت ممسك بعربتك وابتسامتك تملأ وجهك ومسرور بدنياك (يعني فل X فل) ..
انتهيت من أخذ أغراضك ومقاضيك وهممت بالحساب علما ان هنالك احداث حصلت خلال عملية جمع المقاضي ..
1) مثل انك ساعدت واحد قصير وناولتو علبة الاناناس اللي على الرف الفوقاني ..
2) فزعت لواحد ونصحتو انو يشتري اندومي بدل ما يروح وياخد النوع التاني داك الغبي وانقذت حياتو من الغرق تسمما بالملعقة وضحكت معاه وفرحتوا وخليتو يعيش في ثبات ونبات ..
3) واحد متورط في حادثة انحشاار عربيته بين عربيتين متصادمتين من جهة الرفرف وانت يا سوبر مان آآآ أقصد سوبر مسكين جيت تنقزه في اللحظة الأخيرة ويشكرك ويدعيلك ومن دا الكلام وتمشي في سبيلك وهو في سبيله ..
وفجأة "خير اللهم اجعله خير" تتذكر بأنك نسيت علبة التونة المتواجدة على الرف الأخير والقابع في آآآآآآآآآآآآآخر السوبر ماركت وتتفضل ياعزيزي وتستأذن لكي تجلبها, ذهبت وأحضرت العلبة ,وعند وصولك تفاجأ عزيزي القارئ بأن عربتك خرجت عن الصف -ورجعوك آآآآآخر واحد بعد ما كنت قدامهم- وعندما تستأذن منهم لكي تعود إلى مكانك تفاجأ بردود تسلخ الصبر والاحترام نفسه ( إلا إن كنت كما سبق "سوبر مان" ) مثل :
لالالا النظام نظام ,خليك نظامي وامشي على سراك ولو سمحت تقيد بدورك ...  
حسنا , لكن يا جماعة !!  ياعمي الشايب : يرد عليك من انت ؟؟
يابو الشباب : هل من منادي ؟
يا سيد : الزم سراك ولا ترى التوقيف (( طلع العسكري اللي اعطاك القسيمة أول ))
تفاجأ أنهم سحبو سيفون عليك ..

ويستمر جشع الناس وحبهم لك, آآآ سحقا لهذه الأخطاء ,أقصد وحبهم لأنفسهم ..

هناك سؤال يسدح نفسه بعد هذا المقال :  إلى متى ؟؟؟؟
أتمنى أن تقرأه ياذا الضمير الحي , وتيقظ ذا الضمير الغارق في سباته ..


تخيل عزيزي القارئ !! كيف الدنيا بإيثار..
~

الخميس، 9 فبراير 2012

قصة التل ..

في يوم من الأيام ,ومنذ بدء الزمان ..
كان هناك تل صغير يجري بجانبه نهر ذو ماء وخرير ..

مرت الأيام والسنين ومازال التل والنهر مجتمعين , كبر النهر وازداد عمقه وازدهر بأنواع الحياة ..
اخضر التل وازدهر , بالورود اكتسى والزهر ..
تمر الرياح بروح البسمة والبهجة, وتأخذ الهموم والضجر ..

 

استمرت الأيام بالمرور , والتل الصغير ذهبت عن حناياه علامات البهجة والسرور ..
فأنيسه النهر الصغير , أخذ يقترب من نفسه الأخير ..
حتى جاء اليوم الموعود , حزن التل على صديقه الذي لن يعود ..
نضب النهر واندثر , تاركاً التل وماعليه من زهر ..
ماهي إلا أيام وساعات , حتى لحق بالنهر العشب والشجر ..

تعاقبت العصور والأزمان , واختلف الحال عما كان ..
تحركت الأرض وتقلبت , واظهرت مافي بطنها وألهبت ..
فقد التل الحزين ماتبقى من آثار أصحابه ..
امتلأت الأمداد بالرمال والآفاق بالجبال ..

 

دبت الحياة على الأرض , وأتى الانسان واعتلى صوت النبض ..
فرح التل واغتبط , أملاً برجوع شيء بقديم الزمان ارتبط ..
تعلم الانسان وافتهم , ومن خيرات الأرض وطيباتها اغتنم ..
خطوة تتلوها خطوة , حتى وطئ البشر موطن الحجر ..
مل التل من منظر الصخر , حتى أتاه كائن من البشر ..
تعجب التل مما رأى ," كيف ؟ هذا بشر !! من أين أتى ؟ "
فكر الإنسان وفكر , مما رأى من منظر ..
تلك الجبال في الآفاق وهذا التل وحيد بلا رفاق ..

كثر البشر حول التل وعاشوا حوله, فبدأ التل بالانتعاش واستعادة لونه ..
تكاثر البشر حتى ضاق عليهم المكان , فوجب إيجاد حل لهم وللزمان ..
اختلف البشر واتفقوا , حتى وجدوا ضالتهم ..
هي أسابيع ولم تتجاوز الشهور حتى لحق التل بصديقه النهر الخرور ..


ومازال الإنسان لا يعجبه زمان ولا مكان ..
~