الثلاثاء، 19 أبريل 2011

عاصفة العاطفة ..

الإنسان ..
مخلوق غريب على وجه هذه الكرة الغريبة ..
يظن أنه يملك كل ما ينظر إليه , يتمنى كل ما ليس عنده ..
الإنسان ..
قد تأتي حالات على هذا المخلوق الغريب ينقلب حاله رأسا على عقب , يتحول حزنه إلى فرح , سواد دنياه إلى عالم من الألوان ..
تصبح تصرفاته لا عقلانية - على افتراض أننا عقلاء أصلا - صعب تفسيرها ..
وعندما تساله عن هذا الشعور يرد عليك بابتسامة وآآه تخرج جميلة من فاه :
إنه الحب ..
غريب هذا الإنسان , لديه عاطفة الحب ..















وقد تأتي حالات على هذا الإنسان لا يكاد يتحرك فيها من مكانه , قابع في غرفته ساكت لا يتكلم , حتى تظن أنه فقد القدرة على الكلام ..
لا يتحرك إلا إذا أراد قضاء حاجاته الغريزية من الجوع والعطش فقط ..
سألت هذا الإنسان : ماذا بك ؟
رد علي بكلمة واحدة : مشتاق ..
كم هو غريب هذا الإنسان , لديه عاطفة الاشتياق ..














في يوم من الأيام عندما كنت أمارس نشاطي المضل ألا وهو التأمل .. شاهدت حالة غريبة من النشاطات البشرية ..
كلها أتت مختلطة , لم أقدر أن أفسر ذلك - على افتراض أنني من كوكب آخر - وجدت من هو يركض وعيناه إلى الأسفل ساكنتان ..
 ووجدت من يتناول طعامه , ووجدت من يجلس مع أنيس عمره وقهقهته تصل إلى آخر الشارع يا رجل ..
ووجدت إنسانا آخر يجلس على كرسيه يتأمل هو الآخر , أووه انه إنعكاسي على المرآة ..
الرجل الذي يركض كان سابحا في عالمه الخاص من التفكير والتساؤل ..
والرجل الذي يأكل , إنه فقط يريد الأكل ..
وأما المقهقه .. فإنه داخل قوقعة من السعادة حتى ينتهي ذلك الوقت , ليعود إلى سابق عهده الممل ..
غريب هذا الإنسان , لديه عاطفة السعادة والجوع والتأمل ..















وبعد أن درست الإنسان الحقيقي , وجدت أنه مجرد كتلة من العواطف المتداخلة في بعضها البعض ..
فتارة يضحك وتارة يصمت ..
أتعبني هذا الإنسان ..
أيها الإنسان , سؤال بسيط .. " من أنت ؟ "

الخميس، 14 أبريل 2011

كابوس لا ينتهي ..

الدراسة .. 
هذا هوا عنوان أكبر كابوس يراود الجميع , حسنا كنت منهم حتى تغيرت نظرتي ..
فعندما تتخيل انك تجلس لمدة سبع ساعات على كرسي خشبي وطاولة مستطيلة الشكل خضراء ..
فبالتأكيد سيكون ذلك كابوساً لك اذا ما تفكرت في ذلك ..
خصوصا اذا علمت أن ذلك سيتكرر لمدة 12 سنة , وأن ذلك سيكون من حياتك لا أكثر ..
لعل أهم ما يرجى من الدراسة والتعليم هو أن تنتج جيلا متعلما واعيا مثقفاً لكي يبني مستقبلا واعداً للأجيال القادمة , أليس كذلك ؟
ولكن ماذا لو كانت النتائج عكس ذلك , إذ تنتج سنويا كما لا يستهان به من الخريجين الثانويين -إن صح التعبير - يقومون بتلويث هوائنا الثمين لا أكثر بأفعالهم اللامبالية .. ففي أحد المقاطع الساخرة على موقع مشهور يتحدث أحد الإخوان عن ثقافة " حلال عمك لا يهمك " وهذا مثال شائع جدا لدى مجتمعنا العربي الاصيل ..
هنا تأتي مسؤولية التعليم حيث أنها من المفترض أن تقوم بالقضاء على هذه الثقافة المتأصلة في افراد مجتمعنا الجميل, ولكن لا حياة لمن تنادي ..
ومن عجائب التعليم أيضا أنه عندما تتناول موضوعاً ما فإنه يتكرر طوال مدة دراستك العامة , والمضحك في الأمر أنه عندما تسأل من تخرج حديثا عن أمر كان قد امتحن فيه قبل أسبوع يرد عليك بثقة وابتسامة تعلو شفتيه " والله اتفرمت الجهاز " , حقاً شر البلية ما يضحك ..
وعندما أسمع بصفتي كطالب " خارج دائرة الاتهام " عن وجود أنشطة لا صفية في المدرسة أتعجب وأفرح بانكسار الروتين السنوي الذي يدوم نصف ساعة على الأكثر ..
وهنالك عادة لا يمكن تجاهلها أبداً أبداً , لربما حزرتم ما هي ..  لا؟
حسناً إنها " عادة الغياب الجماعي قبل الإجازة" , لا أنكر أنني لا أتغيب مع هذا الكم الهائل من الطلاب في يوم واحد , وأعترف أيضا بأنها تعجبني ..
ولكن عندما تفكرت فيها وجدت أن ذلك تصرف يدل على انعدام المسؤولية لدي شبابنا , فعندما تترك شيئا مهما لأجل راحتك فهذا يدل على إهمال "وانعدام مسؤولية " ذلك الشخص ..  ( ويلي من نفسي )
وعندما حاولت إيجاد حل لهذه "الظاهرة" وجدت ان الحل الوحيد لها هي الإعلان عن تقديم الإجازة عندما نتغيب جميعنا ..
حسناً , أظن أن ما كتبته يكفي ليهدئ ما في نفسي قليلا ..
وانتظر حتى يقضي الله  أمراً كان مفعولا ..